We’re humbled to introduce our Canary writer, Alaa Shamali from Palestine – but currently a refugee in Oman. We will be publishing him in Arabic – but if you right click on the screen the menu that appears should give you the option to translate the article to English. If you are reading on mobile, this will be in the burger menu (the three dots) of your browser.
في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، تتزايد التحذيرات من المنظمات الدولية حول الوضع الإنساني في المنطقة، حيث أصبح الملايين من السكان في القطاع عرضة لخطر المجاعة بسبب نقص حاد في الإمدادات الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى الأوضاع الصحية المتدهورة. المنظمات الإنسانية العالمية حذرت من أن الوضع قد يزداد سوءًا بشكل كبير مع استمرار إغلاق المعابر وحصار القطاع.
أزمة غذائية خانقة
أكدت المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي، أن الوضع في قطاع غزة أصبح “صعبًا للغاية”، مشيرة إلى أن مخزون المساعدات الغذائية للبرنامج قد نفد تمامًا.
وأوضحت أن حوالي 700 ألف شخص في غزة كانوا يعتمدون يوميًا على الوجبات المقدمة من برنامج الغذاء العالمي، وأنهم الآن يواجهون أزمة غذائية خانقة بعد انقطاع هذه المساعدات.
وقالت: “نواجه نقصًا شديدًا في الغذاء، والأوضاع تتدهور بسرعة. لدينا شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية عالقة على الحدود ولا يمكنها دخول القطاع بسبب إغلاق المعابر”، محذرة من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى حالات وفاة نتيجة سوء التغذية، خاصة في ظل تدهور الوضع الصحي والمعيشي للسكان.
مجاعة تهدد حياة الأطفال والنساء
منظمة الأونروا، المسؤولة عن تقديم المساعدات الإنسانية لللاجئين الفلسطينيين، أكدت أن الأسر في قطاع غزة باتت مضطرة لتناول أي طعام يمكنها العثور عليه، حتى وإن كان غير آمن أو ملوث. وأشارت التقارير إلى أن العديد من العائلات أصبحت تعتمد على المصادر غير الآمنة من الطعام بسبب نقص الإمدادات الأساسية، وهو ما يزيد من خطر انتشار الأمراض.
وفي السياق ذاته، أفادت بعض العائلات في غزة بأنهم اضطروا إلى استهلاك الطعام الذي قد يتسبب في مشاكل صحية خطيرة، وهو ما يزيد من معاناة الأطفال والحوامل الذين يعانون من نقص حاد في العناصر الغذائية الضرورية لنموهم وصحتهم. وأكدت التقارير الطبية أن الأطفال، خاصةً الرضع، هم الأكثر تضررًا من الأزمة، حيث يعاني 92% من الرضع بين 6 أشهر وسنتين من نقص حاد في الغذاء، مما يهدد حياتهم.
المعابر المغلقة: عائق أمام وصول المساعدات
تواصل المعابر بين قطاع غزة والعالم الخارجي، خصوصًا معبر رفح، إغلاقها بشكل متواصل، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في القطاع. المنظمة الدولية لتنسيق الشؤون الإنسانية أكدت أن نقص الوصول إلى المساعدات الإنسانية بسبب إغلاق المعابر يزيد من حجم التدهور في الوضع الإنساني في غزة. وقالت المنظمات الدولية: “إن الأزمة الإنسانية تتزايد بشكل كبير، والأمر يتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي للضغط على الأطراف المعنية لفتح المعابر والسماح بدخول المساعدات الحيوية”.
تُظهر التقارير أن نسبة كبيرة من المستشفيات في القطاع تعمل بشكل جزئي فقط بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يعمق من حجم المعاناة.
الحلول والنداءات الدولية
تشير المنظمات الإنسانية الدولية إلى أن الحلول الممكنة تتطلب رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر بشكل منتظم لضمان وصول المساعدات الإنسانية. كما طالبت هذه المنظمات المجتمع الدولي بالتدخل السريع لمنع تفاقم الأزمة، مشيرة إلى أن الوضع الحالي يستدعي توفير الغذاء والماء والأدوية على وجه السرعة.
وأفادت الأمم المتحدة أن أكثر من 2 مليون شخص في غزة يحتاجون إلى مساعدات غذائية وصحية عاجلة. كما أن أعداد النازحين داخل القطاع تتزايد بشكل مستمر، حيث تم تدمير العديد من المنازل والبنية التحتية جراء القصف المستمر، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية.
ويبقى الوضع في قطاع غزة مرشحًا للتفاقم بشكل كبير في حال استمرت القيود على المعابر وتراجع تدفق المساعدات الإنسانية. المنظمات الدولية تحذر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تفشي المجاعة بشكل واسع النطاق، مما يهدد حياة الملايين من الفلسطينيين في القطاع. وتطالب هذه المنظمات المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتحرك العاجل لتفادي كارثة إنسانية قد يكون من الصعب معالجتها في المستقبل.
تستمر الأنظار الدولية على غزة، حيث يأمل السكان في استجابة سريعة من المجتمع الدولي لإنقاذ حياتهم قبل فوات الأوان.